[b]الـمـأسـاة...
1
ـ كان منظر تلك الفتاة التي خرجت من محل الورود والهدايا مثيرا للشك..
فلقد كانت واقفة في ارتباك تلتفت يمنة ويسرة تحمل في يدها دباً أبيض ووردة
حمراء.. انتاب رجال الهيئة الشك في موقف هذه الفتاة وارتباكها.. لم يدم
الموقف طويلا حتى برز شاب وسيم في ناحية أخرى مد يده يؤشر للفتاة
ويناديها.. توجهت الفتاة للشاب فأخذ بيدها ثم توجها للسيارة مباشرة.. فلما
شاهدا عضو الهيئة مقبلا عليهما وقبل أن يسألهما.. انهارت الفتاة مباشرة
واعترفت بأن هذا صديقها قد اشترت له هدية لتقدمها له في "عيد الحب"!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
وإننا إذ نقدم هذا الجهد المتواضع فإننا نلتمس منكم العذر عن النقص أو الخطأ أو سوء في الترتيب.
وإذ
نقدم هذا "الموضوع" كذلك فلابد من تفعيل الجهود وتوعية الناس بخطر
الاحتفال بهذا "اليوم" وتبصيرهم بحقيقته وإلى ماذا يؤدي الاحتفال به.
والجميع مطالب بالحرص على تقديم النصح وإلقاء الكلمات في ذلك، وكذلك توزيع
النشرات والمطويات والرسائل والكتابات والأشرطة التي تحذر من هذا المنكر
العظيم، وخاصة في أهل بيته وجماعة مسجده، ونقترح أن يكون التوزيع مكثفاً
وأن يكون في عدة أماكن؛ مثل:
- المساجد.
- المستشفيات والمستوصفات.
- المدارس؛ وخاصة مدارس البنات.
- الأسواق والمجمعات التجارية ومراكز التسويق، وبالأخص محلات بيع الورود أو ما يتعلق بهذا العيد المنكر.
- المنتزهات والمطاعم والفنادق وبيوت الأزياء.
- الاجتماعات والمناسبات الأسرية.
ولعل بيان حقيقة هذا "اليوم" أكثر ما يتوجب على العلماء وطلبة العلم والخطباء وأساتذة الجامعات وأهل الإعلام والفكر والصحافة.
وكم
هي عظيمة تلك الأمانة التي تُحمّل كل معلمة ومعلم وذلك بتوضيح صورة هذا
العيد وتنبيه الطلبة والطالبات لذلك المنكر العظيم وتحذيرهم من موجة
التقليد ومغبة التشبه بالكفار وأنهم مسؤولين عن ذلك يوم تبلى السرائر.
وإن
كان ثمة من أمل فهو أن ينسخ هذا "الموضوع" ويوزع ويقرأ على الأهل
والأصدقاء، وكذلك وينقل للمنتديات والمواقع الأخرى لتتسع بذلك دائرة
الاستفادة المرجوة من طرحه.
والله يحفظكم...
عيد الحب "فالنتاين"
إن
العيد مناسبة سعيدة ترفرف معها القلوب في حدائق البهجة والسرور، فهو رمز
الفرح والحبور ويحلو فيه ما لا يحلو في غيره من بسط النفس وترويح البدن،
والنفوس بطبعها محبة لمناسبات الفرح والسرور الخاصة والعامة، ورعاية لهذا
الميل النفسي فقد جاءت شريعة الإسلام بمشروعية عيدي الفطر والأضحى؛ عيدين
مشروعين في العام، وشرع الله فيهما من التوسعة وإظهار السرور ما تحتاجه
النفوس، كما شرع للناس عيدا أسبوعيا وذلك يوم الجمعة، وهذا من رحمة الله
تعالى بهذه الأمة المحمدية.
وإذا التفتنا إلى ما عند الأمم الأخرى
من الأعياد؛ فسنجد أن عندهم من الأعياد الشيء الكثير، فلكل مناسبة قومية
عيد، ولكل فصل من فصول العام عيد، وللأم عيد وللعمال عيد وللزراعات عيد
وهكذا، حتى يوشك ألا يوجد شهر إلا وفيه عيد خاص، وكل ذلك من ابتداعاتهم
ووضعهم، قال الله تعالى: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ}
[الحديد: 27]، ولهذا فإن مواعيدها تغيرت على مر السنين بحسب الأهواء
السياسية والاجتماعية، ويقترن بها من الطقوس والعادات وأنواع اللهو ما يطول
سرده، كما تذكر ذلك عنهم بالتفصيل الكتب المتخصصة.
ومن غرائب
الأعياد في العالم اليوم أعياد الوثنيين أهل الكتاب من اليهود والنصارى
والتي تنسب إلى آلهتهم وأحبارهم ورهبانهم، كعيد القديس (برثلوميو)، وعيد
القديس (ميكائيل) وعيد القديس (اندراوس) وعيد القديس (فالنتاين) وهكذا،
ويصاحب أعيادهم هذه مظاهر عديدة كتزيين البيوت، وإيقاد الشموع، والذهاب
للكنيسة، وصناعة الحلوى الخاصة، والأغاني المخصصة للعيد بترانيم محددة،
وصناعة الأكاليل المضاءة، وغير ذلك.
ثم صار من عادات الأمم الأخرى
من غير المسلمين إن يقيموا عيداً سنوياً لكل شخص يتوافق مع يوم مولده، بحيث
يدعى الأصدقاء ويصنع الطعام الخاص وتضاء شموع بعدد سني الشخص المحتفل به،
بآخر ما هنالك، وقد قلدهم بعض المسلمين في هذا الابتداع!!.
وبعد ما
تقدمت الإشارة إليه من تلك الأعياد لدى الأمم، فمن نافلة القول أن يتأكد
المسلم أن أكمل الهدي وأفضل الشرع هو ما جاء به خاتم الأنبياء والرسل محمد
صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، كما إن جميع ما لدى الأمم الأخرى من تلك الأعياد بدعة وضلالة، فوق ما عندهم من الكفر بالله، قال الله تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85].
ولأهمية
هذه المسألة وضرورة العناية بها ـ أعني ما تسرب إلى المسلمين من أعياد
الكفار ومناسباتهم التي ينسبونها لدينهم ـ فقد كانت عناية الشرع بهذا الأمر
بليغة ومؤكدة، فإن الله وصف عباده المؤمنين بمجانبة الكفار في أعيادهم
وذلك قوله سبحانه: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ}
[الفرقان: 72]؛ فالمراد بالزور ـ الذي لا يشهده عباد الله المؤمنون ـ في
هذه الآية هو: أعياد الكفار. ثم إن الله شرع لعباده المؤمنين من الأعياد ما
يستغنون به عن تقليد غيرهم، فقد روى أبو داود والنسائي وغيرهما بسند صحيح
عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم
يومان يلعبون فيهما، فقال: «قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرا منهما: يوم الفطر والأضحى».
قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ : "واستنبط منه كراهة الفرح في أعياد المشركين والتشبه بهم".
ولا
يجوز للمسلمين البتة التشبه بغيرهم من أهل الملل الأخرى بالاحتفال أو
المشاركة أو التهنئة في أعيادهم والتي منها على سبيل المثال لا الحصر: عيد
رأس السنة، عيد الكريسماس، عيد النيروز، عيد الحب، عيد الأم، عيد الميلاد،
عيد الزواج.... الخ. لقوله صلى الله عليه وسلم: «من تشبه بقوم فهو منهم» [أخرجه أبو داود وصححه الألباني].
وقد
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن فئات ٍمن أمته سيتبعون أعداء الله تعالى
في بعض شعائرهم وعاداتهم، وذلك في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم، قلنا يا رسول الله: اليهود والنصارى، قال: فمن؟!» [رواه البخاري].
وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك» [رواه الترمذي وحسنه الألباني].